مدريد ، 20 أبريل 2020 – إسلاميديا
في هذه المناسبة يتساءل كثير من المسلمين في اسبانيا كيف سيقضون رمضان هذه السنة مع المرض المنتشر فيروس كورونا؟ ومن ثم وجب توضيح بعض ما يتعلق بهذه العبادة الجليلة والتنبيه على ما ينبغي للناس فعله في ظل هذا الوضع الذي نعيشه.
مدريد ، 20 أبريل 2020 – إسلاميديا
رمضان شهر تندمج فيه العبادة مع العادة، ويرتفع فيه منسوب العالقة االجتماعية سواء مع الأسرة أو مع الأصدقاء، وقد شاء هللا أن يدركنا شهر رمضان هذا العام ونحن في ظرف
مختلف عما كنا نعهده سابقا، حيث إن كثيرا من مظاهر رمضان التي عرفها الناس لن يكون متيسرا القيام بها.
وبهذه المناسبة يتساءل كثير من المسلمين في اسبانيا كيف سيقضون رمضان هذه السنة مع المرض المنتشر فيروس كورونا؟
ومن ثم وجب توضيح بعض ما يتعلق بهذه العبادة الجليلة والتنبيه على ما ينبغي للناس فعله في ظل هذا الوضع الذي نعيشه.
وذلك باستحضار ما يلي:
ينبغي للمسلم والمسلمة رغم كل الظروف أن يجعل هذا الشهر المبارك شهرا متميزا عن باقي الشهور، وأن يتنافس فيه في العبادة وفعل الخير والمعروف.
عبادة الصوم: وهي عبادة فردية شخصية، يجب القيام على كل قادر على ذلك وصاحب العذر يسأل عن حالته.
يتوزع برنامج الصائم على مجاالت متعددة من أهمها
1 .قراءة القرآن الكريم. ويستطيع المسلم القيام بها في منزله منفردا أو مع أسرته، بل هذه فرصة لتجتمع األسرة حول القرآن لحفظ ما تيسر منه ومراجعته وتفسير بعض سوره.
2 .إفطار الصائم: وبما أن المساجد ستكون مغلقة، فإننا نقترح إما التفاهم مع مطعم تكون عنده خدمة المأكوالت لالستهالك خارج مطعمه أو تكون مساهمة نقدية لألشخاص أو إعطاء المساعدات العينية لجمعية تقوم بتوزيعها على المحتاجين من الصائمين.
3 .صالة التراويح: وقد جرت عادة المسلمين أن يصلوها جماعة في المسجد مع أن األفضل القيام بها منفردا في المنزل، وبما أننا في اسبانيا مازلنا في حالة «اإلنذار الصحي» حتى يوم 26 أبريل وربما يتم تمديده أو التخفيف منه لكن على األرجح سيتم منع التجمعات ألنها أحد أهم الوسائل النتشار مرض كورونا ، ولذا فإنه لن نتمكن من صالة التراويح جماعة في المسجد أو في مكان آخر في رمضان لهذه السنة 1441هـ / 2020م
الآن إذا تغير الوضع وسمحت وزارة الصحة االسبانية بالتجمعات بشروط تجعل صالة الجماعة ممكنة في المساجد فإننا حينئذ سنخبر الجمعيات اإلسالمية بهذا الخبر السار مباشرة وفي الخير هناك ثالثة مسائل نود التذكير بها:
1 .في رمضان يجب أن يحافظ المسلم على السخاء والكرم وهناك طرق عديدة لفعل ذلك والحمد هلل، وإغالق المساجد ال يجب أن يكون عائقا لذلك. بل يبقى المجال مفتوحا لفعل الخير وبذل المعروف.
2 .لا يجب نسيان أصحاب وعائلات ضحايا هذا المرض الخبيث فالعزلة النفسية واالجتماعية واألضرار المادية تترك جروحا عميقة. لذلك تنبغي مواساتهم بما هو معنوي ومادي، تخفيفا آلالمهم ودعما لهم ووقوفا بجانبهم في هذا الظرف العصيب.
3 .التواصل مع المسجد وإمامه ينبغي أن يبقى مستمرا، ولهذا يجب أن يبتكر الإمام طرقا للتواصل مع رواد المسجد عن طريق وسائل التواصل االجتماعي ولو أسبوعيا كي يتفقدهم ويجيب عن أسئلتهم. ولا شك أن المسلمين في اسبانيا باحترامهم ضوابط العزلة االجتماعية يحافظون على حياتهم أوال، ويسهمون في تحصين المجتمع وحفظه، ويأتي شهر رمضان
المبارك في هذا الظرف العصيب، ليكون فاتحة خير للناس، وفرصةلإقبال النفوس على ربها واالجتماع على القرآن الكريم، كما أنه سيكون فرصة لمزيد التعاون بين الناس في فعل الخير والمعروف، مصداقا لقوله تعالى: » وتعاونواعلى البر والتقوى وال تعاونوا على االثم والعدوان » . صدق هللا العظيم.
وفي الختام، نستحضر وعد الله في كتابه الكريم، حين قال: » فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا» ونستبشر به ذا الوعد ونفرح به ونعلم أنه وعد صدق وحق، إن الله لا يخلف الميعاد.
اللهم أهل علينا شهر رمضان باألمن واإليمان والسالمة واإلسالم والمسارعة إلى ما تحب وترضى وارزقنا صيامه وقيامه وتالوة القرآن فيه. آمين يا رب العالمين.
مدريد 20 أبريل 2020
محمد أجانة الوافي
أمين المفوضية اإلسالمية في اسبانيا